كان الفنان جاسم الزيني من رواد المشهد الفني في قطر. تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد عام 1968، وكان من أوائل الفنانين القطريين الذين سافروا للخارج للتدريب الفني الأكاديمي. وثق الكثير من أعماله التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في قطر خلال الخمسينيات والستينيات.
يعكس عمل الزيني حقبة مهمة في تاريخ قطر، حيث يجسد فنه التغييرات التي أحدثها النفط وتشكيل دولة قومية من الخمسينيات إلى السبعينيات، وهي فترة شهدت تطور اجتماعيًا وثقافيًا واقتصاديًا سريعًا، التحول الذي يحاول الزيني توثيقه والرد عليه في صوره. تحكي هذه اللوحة قصة صبي سقط زره وعرضت عليه صديقة أخته خياطته مرة أخرى.
يستخدم العمل طبقات سميكة من الطلاء على الوح، وطورت الأنسجة بطريقة تستحضر تلك الموجودة في الجدران في العمارة الخليجية التقليدية.
في ملامح من قطر، يصور الزيني شخصيتين - صبي وفتاة - ترتديان الزي التقليدي. ينحني الشاب، ويمتد جسده أفقيًا من جانب اللوحة إلى الجانب الآخر حيث تنثني ركبتيه، وتشكل سنامًا هرميًا كأنها سنام جمل. في وسط اللوحة، توجد الفتاة المرتدية لغطاء رأس مزخرفًا داكنًا، وهي تسحب ثوبه ذو اللون الفاتح مع زر - زر حقيقي مثبت على الوح - في يدها، وإبرة ملولبة فوق بطن الرجل في الآخرى. حتى مع التقارب الجسدي بين الشخصيات، فإن نظراتهم لا تلتقي. الشاب مشيح بوجهه تعبيرا عن الخجل أو الخوف.
في ملامح من قطر، يفحص الزيني العلاقة بين الذكر والانثى وهم يرتدون ملابس قطرية تقليدية، مما يدل على مجتمع محافظ تقليدي يتعلق بعادات وقيم معينة، مثل تحريم الاختلاط مع الجنسين. إنه انعكاس مؤثر للعلاقات الاجتماعية والعاطفة تم رسمه خلال فترة ما قبل التغيير الاجتماعي والاقتصادي الكبير الذي مرت به قطر خلال الخمسينيات والستينيات بعد اكتشاف النفط.